-A +A
علي مكي
مع بداية مشاركة محمد العويس أساسياً في ناديه الجديد الأهلي، كان من حقنا أن ننتظر بداية تليق بنجوميته أولاً، وببراعته كحارس مرمى كان يجابه، بمفرده، فرقاً بكامل عتادها، كما كان من الضروري أو من الطبيعي أن يكون هذا الحارس تحت المجهر، فلم ينتقل لاعب قبله بمثل تلك الزفة التي حملته من الرياض إلى جدة، كما أنه الحارس الوحيد أو على الأدق اللاعب المحلي الوحيد الذي فرض شروطه الفنية على إدارة ناديه الجديد وعلى الجهاز الفني أيضاً، فقد أتى بمدربه الخاص معه وأجبر الأهلاويين على التخلي عن مدرب الحراس السابق، ثم ركن فوراً نجم الحراسة ياسر المسيليم والذي قدم موسماً استثنائياً سنة 2015 وأسهم بصورة فاعلة وقوية في حصد الأهلي لأغلب بطولات ذلك الموسم الذهبي الفريد.

لم تكن أخطاء العويس وتزعزعه أمام النصر فقط، بل منذ المشاركة الأولى لم يقدم نفسه بذلك الحضور المنتظر، بل إن قرار إشراكه أساسياً كان قراراً ارتجالياً، حيث ظل معظم الموسم الماضي عاطلاً عن العمل وبعيداً عن أجواء المباريات وحرارتها، كما أنّ المبالغة الجماهيرية الأهلاوية في الترحيب بالعويس قتلت الحراس الآخرين وتحديداً ياسر المسيليم الذي توارى في الظل بل أحرقته عتمات التجاهل الإداري والفني، وطار الحارس الجديد بكل شيء حتى وهو لا يستحق كل شيء، فالهالة الكبيرة التي صورته حارساً خارقاً لا أحد ولا أحد معه أو بعده هي من كشفت تواضعه في النزالات التي خاضها وكشفته الأرقام سواء في نزالي دوري أبطال آسيا أو في الدوري المحلي، ويكفي أن الشباك الخضراء تم انتهاكها أكثر من 20 مرة في 16 مباراة فقط، وهو رقم لا يليق بحارس متوسط، فما بالكم بنجم ضخم، كما يصوره الإعلام، مثل العويس.


أما حالة التعاطف الكبيرة من الأهلاويين مع حارسهم الجديد والدفاع عن العويس، على الرغم من أخطائه الفادحة والكارثية والتي تقتل فريقه دائماً، فهو أمر أتفهمه تماماً، وهو ليس دفاعاً عن اللاعب لذاته، إنما هو دفاع عن الكبرياء الأخضر وعدم الاعتراف بالهزيمة النفسية أمام المنافس الأزرق، الذي من الطبيعي أن يتحرك إعلامه ومحبوه في الضغط على الأهلاويين عبر تأكيد خذلانهم في الحارس الذي رفضهم قبلاً! ولهذا فإن الأهلي بهذا المنطق مرشح لمزيد من الخسارات، داخل الميدان وخارجه معاً، وهو يراهن على حارس مرتبك مهزوز، لم يقدم ما يوازي القيمة المليونية التي دفعت له ولا حتى مردود السيارة التي أهديت له، فلم نر به تميزاً إلا في (النطنطة) والقفزات المضحكة مع كل هدف سهل يلج مرماه كما يفعل الرجل (البهلوان)!

ليس من أجل الأهلي، بل من أجل المنتخب، العويس يحتاج عملاً كبيراً، ليس في داخل الملعب فقط بل حتى خارجه أيضاً، كي يحقق التطلعات التي ينتظرها وطنه.

ali_makki2@